قصة السيدة مريم للأطفال
قصة السيدة مريم للأطفال والتي تُعد من قصص القرآن الممتعة والتي من خلالها يتمكن الأطفال من التعرف على تاريخ الأنبياء والعباد الصالحين، ولقد جعل الله لكل نبي معجزة حتى تكون له دليل وحجة قوية بأنه رسول الله، ومعجزة نبي الله عيسى لا ترتبط به فقط وإنما لها علاقة وطيدة بالسيدة مريم.
من هي السيدة مريم عليها السلام
السيدة (مريم) عليها السلام من قوم آل عمران ولدت من أبوين صالحين والدتها هي “حنة”، ووالدها “عمران”، ولقد ولدت السيدة مريم يتيمة الأب فتكلف نبي الله (زكريا) بتربيتها، ولقد كانت والدة السيدة مريم سيدة طائعة لأوامر الله وتقية، وفي احدى الأيام قالت أنه إذا رزقها الله بطفل فستجعله في طاعة الله، وعندما حقق الله أمنيتها وعند ولادتها قامت بوضع طفلة، فقالت السيدة حنة ( ربي أني قد وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثي وأني قد سميتها مريم)، ثم دعت لابنتها بأن يبعد عنها الله الشيطان وذريته.
نشأة السيدة مريم عليها السلام
قبل أن تولد مريم عليها السلام توفى والدها (عمران)، ولقد كانت له مكانة عظيمة بين أهله وقومه، ولذلك تنافسوا على تربية مريم وكفالتها، ولحل هذا الأمر اتفقوا فيما بينهم على أنهم سيقفوا عند مجرى النهر، ثم يقومون برمي الأقلام، والقلم الذي سيظل للنهاية في النهر دون أن ينجرف هو الذي سيقوم صاحبه بالتكفل بمريم، وبعد رمي الأقلام وجدوا أن قلم زكريا وقف في النهر ولم يتحرك أي لم ينجرف، فقاموا بتكرار هذا الأمر ثانية، وتكرر ما حدث في المرة الأولى، ثم قاموا بالرمي للمرة الثالثة وتكرر ما حدث مرة أخرى.
ولقد تكلف نبي الله زكريا بتربية السيدة مريم، وعمل على تنشئتها وتربيتها تربية صالحة وذلك حتى وصلت مريم لسن البلوغ، فجهز لها نبي الله مكان خاص بها لتتعبد فيه (المحراب)، وكان سيدنا (زكريا عليه السلام)، كلما دخل على السيدة مريم المحراب وجد عندها الكثير من الخيرات فكان يجد فاكهة الشتاء في فصل الصيف وفاكهة الصيف في فصل الشتاء، وعندما يسألها نبي الله زكريا عن مصدر هذا الخير فكانت ترد قائلة (هو من عند الله).
حياة السيدة مريم عليها السلام
عاشت السيدة مريم عليها السلام حياتها في بيت المقدس تذكر ربها وتتعبد وتظل طوال اليوم تركع وتسجد لله وتقيم الليل وتدعو الله دائمًا، وفي احدى الأيام وهي تتعبد جاءت إليها الملائكة وأخبروها أن الله أراد أن تصبح سيدة نساء العالمين، والسيدة مريم اصطفاها الله مرتين الأولى عندما اختار أن تكون أطهر سيدات الأرض والمرة الثانية عندما اختارها الله أن تصبح ثاني سيدات العالمين فالسيدة الأولى هي آسيا زوجة فرعون، والبشرى الأولى كانت أن تعبد الله دائمًا وكانت تقوم بذلك فعلاً، والبشرى الثانية كانت بأن الله سيرزقها بصبي (عيسى عليه السلام).
حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام
حمل السيدة مريم لم يكن أمر سهلاً حيث أنها معروفة بين قومها بجمالها وحسسيدة مريم قامت باعتزال الناس حتى لا تزداد الأسئلة بين الناس. بن الخلق والتزامها الشديد، ولقد جاء خبر الحمل للسيدة مريم من عند الله بأنها سيكون لها ولد بدون أب، فتعجبت السيدة مريم كثيرًا وقالت كيف يكون لها ولد ولم يمسسها بشر، فأجابها الرسول أن الله سوف ينفخ من روحه فلا تخافي ولا تحزني وإنها إرادة الله وسيجعله الله آية ورحمة للناس.
فاستمرت السيدة مريم على التعبد لله والتقرب من الله بالصيام والصلاة ليلاً ونهارًا، وهي حامل في نبي الله عيسى عليه السلام، وعندما بدأت علامات الحمل بالظهور على السيدة مريم قامت باعتزال الناس حتى لا تزداد الأسئلة بين الناس.
ولادة السيدة مريم لعيسى عليه السلام
عندما حان وقت الولادة توجهت السيدة مريم إلى مكان معزول، وجلست تحت نخلة وهي يائسة حيث في هذه اللحظة تمنت الموت، وذلك خشية من الاتهامات التي ستصدر من أبناء قومها، وفي هذه اللحظة وضعت السيدة مريم “عيسى عليه السلام”.
وفي هذه اللحظة ناداها الطفل الصغير وتحدث معها قائلاً أن الله تعالى معها، ولقد توالت المعجزات على السيدة مريم حيث انفجر الماء من تحت قدميها حتى تشرب منه، وبعد أن قامت بهز النخلة تساقط منها الكثير من التمر الرطب ذات المذاق الحلو حتى تأكل وتشبع.
مواجهة السيدة مريم عليها السلام لقومها
عادت السيدة مريم إلى قومها وهي تحمل بين ذراعيها نبي الله (عيسى عليه السلام)، بعد أن استعانت بالله وتوكلت على الله، وكلما سألها أحد أبناء قومها عن أمر الطفل كانت لا ترد السيدة مريم وتكتفي بأن تشير للطفل، فكان رد قومها سخرية واستهزاء (كيف نتحدث مع صبي في المهد)، وهنا نصر الله السيدة مريم وأيدها حيث أنطق نبي الله عيسى قائلا إني عبد الله، ولقد أنطقه الله حتى يخفف عن مريم وطأة الوقف وليعلم قومها أن هذا الطفل هو نبي الله.
وفاة السيدة مريم عليها السلام
السيدة مريم عاشت فترة طويلة مع نبي الله عيسى عليه السلام، ولقد شهدت معه أحداث مختلفة أما عن وفاتها فاختلف في ذلك الطوائف المسيحية حيث أن الكنيسة الأرثوذكسية تُقر بموت السيدة مرية في أرض القدس بمنطقة البستان.
ولكن الكنيسة الكاثوليكية تعتقد أن السيدة مريم صعدت إلى السماء بالجسد والروح، في حين أن هناك العديد من الكنائس التي ترفض فكرة الرفع إلى السماء وترفض اعتقاد أن الروح عادت للجسد من جديد؛ حيث قال القديس (كيرلس الأورشليمي) أن مريم العذراء عليها السلام توفت في فلسطين ودفنت في بستان الزيتون في مدينة القدس.
الدروس المستفادة من قصة السيدة مريم للأطفال
- تجنب قذف الناس بالباطل مهما كانت الظواهر التي تؤكد ذلك.
- قصة السيدة مريم للأطفال تعلم البنات تحديدًا الحياء والعفة وأن الشرف أمر بين الفتاة وربها.
- تدعو قصة السيدة مريم للأطفال بالصبر على الابتلاءات وحسن الظن في الله بأنه مهما اشتد الأمر سيأتي الفرج لا محالة.
- ضرورة الالتزام واللجوء إلى الله والتمسك بطريق الله وحده هو سبيل النجاة.
- تجنب الكلام عن الآخرين بجهل وبدون معرفة.
- القصة تدل على أن الله قادر على حفظ عباده ونصرهم وتأييدهم.
- أن الله لا يعجزه شيء حيث أنه في هذه القصة نجد أن السيدة مريم ولدت بدون أب، وأن الطفل الرضيع تحدث في المهد.
- أن الله إذا أراد أمرًا أعد له الأسباب والظروف لكي يحدث هذا الأمر وفقًا لإرادته سبحانه وتعالى.
- أن لكل إنسان في هذه الحياة رزق ولكن للحصول على هذا الرزق يجب على الإنسان السعي، ويتضح ذلك في قصة السيدة مريم للأطفال حيث رزق الله السيدة مريم بجذع النخلة ولكن لتحصل على الرطب يجب عليها أن تقوم بهزه.
- الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده ولا يرضى لهم الحزن والخوف والاستسلام فلقد أمرها بأن تأكل وتشرب وتعتزل الناس حتى لا تحزن وتكون مطمأنة النفس.
السيدة مريم عليها السلام في القرآن الكريم
للسيدة مريم عليها السلام مكانة عظيمة ولذلك اختصها الله بسورة في القرآن الكريم باسمها وهي سورة “مريم”، وفي سورة “آل عمران” تحدث القرآن الكريم عن قوم السيدة مريم وعن أهلها، والمعروف عن آل عمران أنهم قوم صالحين عرف عنهم الإخلاص والإيمان، ولقد ذكر في القرآن الكريم في أكثر من سورة قصة السيدة مريم.
وفي الختام
قدمنا لهم قصة السيدة مريم وولدة سيدنا عيسى عليه السلام وكيف كرمها الله وأعطى سيدنا عيسى المعجزات لكي يبرأها أمام قومها فهي السيدة العذراء المقدسة في الدين الإسلامي فهي ذكرت في القرآن ليبرز عظم مكانتها وقدست في الدين المسيحي لأنها أم المسيح.